السبت، 7 أبريل 2012

التجديد في التفسير اعداد :حادف هشام و حاتمي لحسن



بسم الله الرحمان الرحيم
مقدمة 
يعتبر التجديد عموما مطلبا ملحا من متطلبات الحياة وبابا من أبواب استمرارها ذالك أن التجديد يعني أن الحياة مستمرة فكما أن التجديد يطال الحياة البشرية كلها فانه يطال كذالك العلوم على اختلاف أنواعها . 
فالتجديد سنة مطردة وقانون لازم في مسار الحضارة العربية الاسلامية يقودها الى النهوض بعد كل ركود
ولعلنا لا نجازف بالقول اذا أكدنا أن أشرف العلوم هو علم التفسير لكونه  بحث في معاني كتاب الله العزيز زمادام التفسير علما فانه لايخرج عن اطار التجديد الذي دعى إليه بعض العلماء وهذا ما نريد التحدث عنه في هذا العرض المتواضع. 

مفهوم التجديد لغة واصطلاحا :

التجديد لغة : جدد الشيء صيره جديدا وتجدد الشيء صار جديدا  وهو الجدة والكلمة تدور على ابراز ما لم يكن بارزا أو انشاء مالم يكن منشأ أو الايجابية في العمل والاستمرارفيه  .
التجديد اصطلاحا (في التفسير) : حقيقة التجديد في تفسير القرآن هي : استلهام النص القرآني لادراك كل معطياته التي ترسم من خلال القرآن الكريم المثل العليا للمسلم في حياته الفردية و الجماعية ومن ثم النهوض بالمجتمع المسلم والاستجابة لمتطلباته في الحياة اليومية .
مما يستلزم من المفسر الاجتهاد في الكشف عن وفاء القرآن بحاجة البشرية وفاء لايعوزه التماس الهداية في غير كتاب الله وشرعه الحكيم .
على أن التجديد في التفسير لايعني الإتيان بتفسير لم يسبق اليه وإلغاء كل ما ورد في التفاسير السابقة وإنما هو مواكبة المفسر لقضايا عصره وإسهامه في إصلاح أوضاع المجتمع الفاسدة وإظهار المقاصد القرآنية والقيم العليا التي ترتقي بأخلاق الناس وتهذب سلوكهم أي أن التجديد هو تجديد الفهم لمعاني ألفاظ الكتاب العزيز . 

الاتجاه العلمي التجريبي في التفسير

-لقد أفردت بعض المصنفات في التفسير في العصر الحديث هذا الاتجاه بالتاليف فظهرت عناوينها على النحو الاتي "التفسير العلمي"    "الاعجاز العلمي " ...
يعرف الأستاذ أمين الخولي هذا الاتجاه بقوله « هو التفسير الذي يحكم الاصطلاحات العلمية في عبارة القرآن ويجتهد في استخراج مختلف العلوم والآراء الفلسفية منها  ».
لقد علق الدكتور فهد الرومي على هذا التعريف واعتبره ناقصا كما انتقد التعريف الشيخ عبد الله الادهل في رسالته (التفسير العلمي للقرآن الكريم ) فقال : فقولهما- يشير  الى تعريف الخولي والذهبي – يحكم الاصطلاحات العلمية في عبارة القرآن . غير دقيق لأنه ما كل تفسير علمي ... ثم قال : وربما كان االتعريف الصحيح للتفسير العلمي. أن يقال : « هو تفسير الآيات الكونية الواردة في القرآن على ضوء معطيات العلم الحديث بغض النظر عن صوابه وخطئه  » ليشمل التفسير الصحيح والتفسير الخاطئ.  
ومجال هذا الاتجاه في العصر الحديث هو التفسير العلمي بمفهومه الشامل للاعجاز العلمي في القرآن الكريم 
وان اختلف الباحثون في اعتبارالاعجاز جزءا من التفسير العلمي أعتباره مجالا مستقلا عنه . 
وهذا ما يلاحظ من خلال تعاريف الباحثين لكل من التفسير و الاعجاز العلميين حيث عرفهما الدكتور عبد المجيد الزنداني مميزا بينهما بقوله «الكشف عن معاني الاية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية » وقوله عن الإعجاز العلمي «اخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيرا وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم      » 
ان مايمكن أن يستنتج من التعريفين هو أن التفسير العلمي و الاعجازالعلمي بينهما عموم وخصوص فكل اعجاز علمي تفسير علمي وليس العكس
إن فكرة التفسير العلمي فكرة قديمة في الثقافة الإسلامية والإمام أبو حامد الغزالي هو أول من طرحها في كتابه "جواهر القرآن ".
ومنذ ذلك التاريخ الى هذا العصر والقضية في جدال بين العلماء والدارسين فمنهم مؤيد ومنهم معارض .
ونحن اذ نريد أن نذكر أراء كل فريق لا نعرض أراء كل المؤيدين والمعارضين وإنما نقتصر على شخص واحد في كل اتجاه .

● المؤيدون للتفسير العلمي من القدماء.

 ( الامام السيوطي) يقول فيما نقله عنه صاحب كتاب اتجاهات التفسير في القرن 14ه « وأنا أقول قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء أما أنواع العلوم فليس منها باب ولا مسألة هي أصل الا وفي القرآن مايدل عليها وفيه عجائب المخلوقات وملكوت السماوات والارض وما في الأفق الأعلى وتحت الثرى وبدء الخلق ... »
وقد أورد رحمه الله لتأييد مذهبه نصا طويلا لابن ابي الفضل المرسي قال فيه عن القرآن« قد احتوى على علوم أخرى من علوم الأوائل مثل الطب والجدل والهندسة والجبر المقابلة والنجامة وغير ذالك » 

● المعارضون للتفسير العلمي من القدماء.

نذكر في هذه النقطة الإمام الشاطبي  إذ يقرر أن كثيرا من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحد فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين من علوم الطبيعيات ... والمنطق وعلم الحروف وجميع ما ينظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها  
هذا بخصوص رأي بعض العلماء القدماء« أما في العصر الحديث فان الذين يؤيدون هذا الاتجاه العلمي في التفسير (يزعمون) أن القرآن يشير إلى مستحدثات الاختراع وما يحقق بعض غوامض العلوم الطبيعية ...فلا يكاد يجد اختراع أو يظهر اكتشاف أو تنظر نظرية الا ويعيدون النظر والبحث في آيات القرآن وكأنهم على موعد مؤكد مع آية قرآنية يطبقونها على هذا أو ذاك.
بمعنى آخر أن السابقين جعلوا الحقيقة القرآنية أصلا ذكروا ما يؤيد هذه الحقيقة من نظريات أو حقائق علمية وأن المعاصرين جعلوا النظريات أو الحقائق العلمية أصلا يدعمونها ويفسرونها بآيات قرآنية. »  

● المؤيدون للتفسير العلمي من المعاصرين 

-نذكر منهم ( الجواهري – الكواكبي –المراغي –محمد رشيد رضا –عبد الحميد بن باديس –مصطفى صادق الرافعي – متولي الشعراوي –عبد العزيز اسماعيل – محمد عبد الله دراز ...).
لا نريد في هذه النقطة كذلك أن نذكر آراء كل المؤيدين للتفسير العلمي بقدر ما نروم ذكر بعضها خصوصا وأن منهم من يلتقي مع الآخر في نفس الفكرة.
يقول الجواهري : « لماذا ألف علماء الإسلام عشرات الألوف من الكتب الإسلامية في علم الفقه وعلم الفقه ليس له في القرآن إلا آيات قلائل لا تصل مائة وخمسين آية فلماذا كثر التأليف في علم الفقه وقل جدا في علوم الكائنات التي لا تخلو منها سورة بل هي تبلغ 750آية صريحة...إن آباءنا برعوا في الفقه فلنبرع نحن في علم الكائنات »  وعبد الرحمان الكواكبي يرى أن القرآن سبق علماء أوروبا وأمريكا بثلاثة عشر قرنا الى كثير من الاكتشافات التي تعزى إليهم .
أما الشيخ محمد رشيد رضا فيعد التفسير العلمي نوعا من أنواع الاعجاز فيقول «الوجه السابع اشتمال القرآن على تحقيق كثير من المسائل العلمية والتاريخية التي لم تكن معروفة في عصر نزوله ثم عرفت بعد ذلك بما انكشف للباحثين والمحققين من طبيعة الكون وتاريخ البشر وسنن الله في الخلق »
واما جمال الدين القاسمي فقد عقد في مقدمته لتفسيره فصلا بعنوان (فصل في بيان دقائق المسائل العلمية  الفلكية في القرآن الكريم) قال فيه  « فالناس قديما فهموا( الآيات) بما يوافق علومهم حتى اذا انكشف العلم الصحيح عن حقائق الأشياء علمنا أنهم كانوا واهمين وفهمنا معناها الصحيح فكأن هذه الايات جعلت في القرآن معجزات للمتأخرين تظهر لهم كلما تقدمت علومهم » 
لقد اعتبر الدكتور الشاهد البوشيخي هذا الاتجاه من أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية معللا هذه الأولوية بقوله « وذلك لرد الناس إلى الله تعالى بأسرع طريق لأنهم حين يتبين لهم بوضوح أن هذا الأمر أو ذاك مستحيل أن يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا العرب بل ولا هو ولا هم ولا غيرهم من الأمم إذ ذاك يقتنعون أن هذا القرآن ليسمن عند غير الله  » 

● المعارضون للتفسير العلمي من المعاصرين 

منهم ( محمود شلتوت – محمد حسين الذهبي –عباس العقاد – سيد قطب –عائشة عبد الرحمان –صبحي صالح) 
يعتبر   محمود شلتوت من أبرز المعارضين للتفسير العلمي وأشهرهم يقول « ان طائفة المثقفين الذين أخذوا بطرف من العلم الحديث وتلقنوا شيئا من النظريات العلمية والفلسفية والصحية وغيرها أخذوا يستندون الى ثقافتهم الحديثة ويفسرون آيات القرآن على مقتضاها   نظروا في القرآن فوجدوا الله سبحانه وتعالى يقول (ما فرطنا في الكتاب من شيء)  فتأولوا على نحو زين لهم أن يفتحوا في القرآن فتحا جديدا ففسروه على أساس النظريات العلمية المستحدثة وطبقوا آياته على ما وقعوا عليه من قواعد العلوم الكونية وظنوا أنهم بذلك يخدمون القرآن ويرفعون من شأن الإسلام ويدعون له أبلغ دعاية في الأوساط العلمية والثقافية نظروا في القرآن على هذا الأساس فافسد ذلك عليهم أمر علاقتهم بالقرآن وأفضى بهم الآي صور من التفكير لا يريدها القرآن ولا تتفق مع الغرض الذي من أجله أنزله الله . » هذه الأمور التي ذكرها الأستاذ شلتوت سنأتي لها بمثال في فصل "نموذج من تكلفات بعض المفسرين المعاصرين"
أما الدكتور محمد حسين الذهبي فيعقد في كتابه التفسير والمفسرون ج3   فصلا عنوانه  "انكار التفسير العلمي"
بسط فيه رأي الشاطبي .
والعقاد يرفض التفسير العلمي جاعلا سبب رفضه تجدد العلوم الإنسانية وأنها لا تستقر على حال وقد تتقوض قاعدة علمية بعد أن رسخت .ولهذا فهو يرفض أن يربط النص القرآني المحكم مع هذه النظريات .  
إن ما يمكن أن نخلص إليه في نهاية هذا المبحث هو انه لا يمكننا أن ننكر التفسير العلمي ما دام يبحث عن مراد الله كما لا نقبله كلية لأن من المفسرين من زاغ عن جادة الصواب في هذا الباب فصار يحمل آي القرآن ما لا تحتمله كما حدث للشيخ المراغي .
نموذج لرأي جديد في التفسير
يقول الأستاذ الدكتور فضل عباس في ما نقله عنه الأستاذ جمال أبو حسان « التفريق بين "الاغراء " و"الالقاء"
في الاستعمال القرآني :ومما هو جدير بالتدبر حري بأن تخشع له القلوب هاتان الكلمتان في كتاب الله وهما كلمتا الإلقاء والإغراء في سياق الحديث عن أهل الكتاب .قال تعالى( من اللذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة )  وفي أية أخرى يقول تعالى ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل اليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة...) 
وقفت طويلا عند هاتين الآيتين أتساءل عن سر استعمال أغرينا في أية وألقينا في أخرى كنت على يقين من أن وجود كل من الكلمتين في موضعهما لابد له من حكمة – والحقيقة أن الإعجاز البياني للقرآن الكريم لا يختص بالعرب وحدهم- كما بينته لك من قبل إنما كل من فقه العربية من غير العرب أو ترجمت له معاني الكتاب الكريم فانه سيقف على هذا الإعجاز . 
جاءت كلمة الإعجاز حديثا عن النصارى أما كلمة الإلقاء فجاءت في سياق الحديث عن اليهود وان كان كثير من المفسرين ذهبوا الى أن قوله تعالى (و ألقينا بينهم العداوة ) أي بين اليهود والنصارى وذا أردنا تفسيرا قريبا للإغراء والإلقاء ببساطة هو الإلصاق بحيث إذا ألصقت شيئين مما يصعب فصلهما فهو مأخوذ من الغراء بكسرها وهي المادة المعروفة عند كثير من الحرفيين أما الإلقاء فهو مجرد الطرح .وبعد هذه المعرفة اللغوية إذا أردت أن تتذوق البيان في الآيتين الكريمتين فلا بد لك من التاريخ والواقع .فلقد حدثنا التاريخ أن العداء بين الأمم النصرانية مستحكم ملصق بهم وعليك ان تقرأ التاريخ ليحدثك عن تلك الحروب العالمية الطاحنة بين الشعوب الأوروبية والطوائف النصرانية ولقد كان أخرها شمولا الحرب العالمية الثانية وانما قلنا آخرها شمولا لان هناك عداوة إقليمية بين الكنائس النصرانية كما يحدث في ايرلندا وغيرها ولازال على أشده .
أما الإلقاء فهو مجرد الطرح كما علمت فذا كان الضمير في قوله تعالى (بينهم) راجعا لليهود فنحن نعلم أن ما بين اليهود من عداوة لم تصل الى ما هي عليه عند النصارى واذا كان راجعا لليهود والنصارى كما ذهب بعض المفسرين فالأمر ظاهر كذلك .فأمر العداوة لا يصل الى ما هو عليه عند النصارى بعضهم مع بعض وأن خير دليل على ذلك ما حدثنا عنه التاريخ مما كان بينة النصارى واليهود وبخاصة في أوروبا ولاكنه تحول اليوم الى مودة ومعونة ومساعدة لما كان المسلمون طرفا ثالثا 



نموذج من تكلفات بعض المفسرين المعاصرين 

ومن ذلك ما وقع لصاحب "تفسير المراغي" فقد ذكر في تفسير قوله تعالى (إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ...) 
 (    إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب  ) أي جعلنا الكواكب زينة في السماء القريبة منكم بما لها من البهجة والجمال وتناسب الاشكال وحسن الأوضاع ولاسيما لدى الدارسين لنظمها المفكرين في حسلبها اذ يرون أن السيارات منها متناسبة المسافات بحيث يكون كل سيار بعيدا عن الشمس ضعف بعد الكوكب الذي قبله .
(وحفظا من كل شيطان) أي وحفظنا السماء أن يتطاول لدرك جمالها وفهم محاسن نظامها الجهال والشياطين المتمردون من الجن زالانس لأنهم غافلون عن آياتنا معرضون عن التفكير في عظمتها والعيون متفتحة ولكن لاتبصر الجمال ولاتفكر فيه حتى تعتبر بما فيه .
(لا يسمعون إلى الملأ الأعلى) أي ان كثيرا من اولئك الجهال والشياطين محبوسون في هذه الأرض غائبة أبصارهم عن الملأ الأعلى لا يفهمون رموز هذه الحياة و عجائبها ولا ترقى نفوسهم الى التطلع الى تلمذك العوالم العليا والتأمل في ادراك أسرارها والبحث في سر عظمتها .
(ويقذفون من كل جانب دحورا) اي وقد قذفتهم شهواتهم وطردتهم من كل جانب فهم تائهون في سكراتهم تتخطفهم الأهواء والمطامع والعداوات والاحن فلا يبصرون ذلك الجمال الذي يشرق للحكماء ويبهر أنظار العلماء ويتجلى للنفوس الصافية ويسحرها ىبعظمته .
(ولهم عذاب واصب) أي اولئك لهم عذاب دائم لتقصيرهم عن البحث في سر عظمة هذا الكون والوصول بذلك الى عظمة خالقه وبدبع قدرته ثم بين من وفقهم الله وأنعم عليهم ممن ظفروا بالمعرفة فقال ( الا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب) الا من لاحت له بارقة من ذلك الجمال وعنت له سانحة منه فتخطف بصيرته كالشهاب الثاقب .
يقول الدكتور القرضاوي معلقا على هذا ( ورحم الله الشيخ فقد أبعد النجعة وشطح شطحا بعيدا بعد به عن المنهج القويم  
وأوغل من ذلك الذين لم ترسخ أقدامهم في علوم اللغة ولا علوم الشرع فلم يركنوا من العلم الى ركن ركين ...ولم يعتصموا من الدين بحبل متين فقد جعلوا كتاب الله عجينة لينة بأيديهم يشكلونه كيف يشاؤن كما رأينا ذلك –والقول للقرضاوي- عند صاحب كتاب (الكتاب والقرآن :نموذج من التأويل) الذي أول ما أول من آيات ومفردات بما تشتهي نفسه دون تقيد بقيد كما في قوله عن ليلة القدر في قوله تعالى (ليلة القدر خير من ألف شهر ) ان الشهر هنا ليس هو المدة الزمنية المعروفة بل هو من الشهرة والاشهار فليلة القدر خير من ألف اشهار  و (مطلع الفجر ) ليس هو مطلع الفجر العادي الذي ينكشف فيه برقع الليل عن وجه الصباح بل هو الانفجار الكوني العظيم الذي به ينهدم نظام هذا العالم وتقوم الساعة.
ومثل ذلك تأويله (للصدور ) في قوله تعالى (الذي يوسوس في صدور الناس) بأنها تعني الناس الذين يشغلون مواقع الصدارة في المجتمع .
يعلق القرضاوي على هذا بقولع (كأن جماهير الناس لايوسوس لهم الشيطان .) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق